شد الرحال على سقارة
هناك اهرامات مش كتير شفها ولا تعرفها ، ايوة اهرامات زي الى موجودة في الجيزة كدة وبارتفاعات تقريبا مماثلة ، كان للمصور المصرى زيارة للمنطقة بتاريخ 27 ديسمبر 2013 شوفنا فيها هرم سقارة المدرج ، السرابيوم ، مقبرة تى و هرمى سنفرو « الهرم المنبعج والهرم الاحمر «
تقع منطقة سقارة على مسافة حوالى ثلاثة كيلومترات من ميت رهينه ، هذه الجبانة كان يدفن فيها فراعنة منف جيلا بعد جيل ، ومعظم آثار هذه المنطقة من عصر الدولة القديمة .
واشتق أسم سقارة من أسم الإله المصرى القديم ( سوكر ) إله الخلق والموتى فى منف ، وقد ارتبط أسمة مع الإله ( أوزوريس) فأصبح أسمة ( سوكر - أوزيريس) ويتمثل هذا الإله فى هيئة رأس صفر وجسم إنسان وسوف نستعرض المناطق المفتوحة للزيارة والتى تهم الزائر العادى بصفة خاصة .
إن حكاية الهرم المدرج حكاية جميلة نعرف من خلالها كيف كان أجدادنا القدماء يقدرون العلم والعلماء، وكيف كانوا يعهدون بالأمور العظيمة الكبيرة إلى المتخصصين والمتعلمين، لا يذكر أحد هرم سقارة المدرج إلا ويذكر المهندس «إيمحوتب» صاحب الفضل فى تصميمه ، ومن ألقابه نعرف أنه كان أميناً لأختام الوجه البحرى، والأول لدى الملك، وناظراً على القصر العالى، وكاهناً من كبار كهنة مدينة «عين شمس» صاحبة الشهرة الفكرية القديمة.
وجعله المتعلمون فى الدولة الفرعونية الحديثة على رأس أهل الحكمة والتعاليم.
وكانوا يسكبون قطرات من الماء من الأوانى الصغيرة المتصلة بمعابدهم مع التميمة باسمه تبركاً به.
واعتبروه والداً للإله «بتاح» رب الفن والصناعة، وذكره الإغريق بأسم «ايموتس» واعتبروه رباً للشفاء وشبهوه بالمعبود الإغريقى «اسخيلبيوس» راعى الطب والحكمة.
ويقال أن حرف R الذى يبدأ به الأطباء فى العالم كتابة وصفاتهم الطبية (الروشتات) ما هو إلا تعويذة طبية كان يبدأ بها المصريون كتابة علاجهم.
وينسب إلى المهندس «ايمحوتب» استخدام الحجر فى البناء لأول مرة على نطاق واسع، وذلك فى الجزء العلوى من المقبرة وتوابعها، وكذلك الانتقال من شكل المصطبة المستطيلة إلى هيئة الهرم المدرج الذى تحول إلى الهرم الكامل بعد ذلك.
والهرم المدرج هو فى الأصل مقبرة للملك «زوسر» وهذا هو الاسم الذى اشتهر به – واشتق من اسمه الأصلى «جسر». وقاعدة الهرم طولها 130 متراً، وعرضها 110 متراً أما ارتفاعه الذى يتكون من ست درجات فهو حوالى 60 مترا.
وكل درجة أو مصطبة ترتفع عن التى تحتها حوالى مترين، وارتفاع أول مصطبة حوالى عشرة أمتار. ولقد بُنى هذا الهرم من الحجر الجيرى الهش الذى استخرج من المنطقة المحيطة بسقارة.
ومدخل هذا الهرم كالمعتاد من الناحية الشمالية «البحرية». وهو يقع أسفل الدرجة الأولى منه، ولقد افتتح هذا الهرم عام 1821.
واتضح أنه يحتوى من الداخل على عدة ممرات، وكثير من الدهاليز وغرف متعددة كُسيت بعض حوائطها بالخزف الأزرق والأخضر، حيث تمت كسوة بعض الجدران بقراميد صغيرة محدبة من القيشانى الأزرق، ثبتوا كلا منها فى جدارها بثقبين صغيرين يمر فيهما خيط من الكتان أو الجلد.
ورصوا كلاً منها إلى جوار الأخرى، لكى يقلدوا بها هيئة الحصير الفاخر المجدول الذى كانوا يتخذونه فى البيوت ستاراً وزينة. كما وجد به دهليز آخر مُزَيَّن بمثل تلك اللوحات، وبه ثلاثة أبواب وهمية تحتوى نقوشاً للملك «زوسر».
ولقد تضمنت سراديب هذا الهرم وحجراته ودهاليزه ما يزيد عن 40 ألفاً من أوانى الفخار والألباستر والجرانيت والديوريت تدل على مهارة فائقة فى صناعتها. وللأسف وجد كثير منها مهشماً، ربما بسبب زلزال أرضى. وقد تم ترميم كثير منها، ووضعت فى متحف خاص مازال موجوداً بسقارة. كما نقل الكثير منها إلى المتحف المصرى.
وفى الجهة البحرية من الهرم وجدت بقايا معبد جنائزى كان ملحقاً بهذا الهرم. ولم يبق منه إلا حجرة وُجِد بها التمثال الوحيد للملك «زوسر» الذى نقل إلى المتحف المصرى، وهو تمثال رائع من الحجر الجيرى. ووُضع بدلاً منه نموذج من الجبس مازال فى مكانه إلى الآن. ويمكن مشاهدته بالنظر إلى الداخل من خلال السرداب (فجوة صغيرة).
السرابيوم هو مدفن على هيئة سراديب تحت الأرض يقع بمنطقة سقارة شمال غرب الهرم المدرج للملك زوسر واكتشفه العالم مارييت( سنة 1851-1850 حيث وجد به 24 تابوتا من الجرانيت والبازلت يزن أثقلها حوالى ثمانين طنا.. وقد كان يدفن به العجول انقاسة بكامل تحنيطها كالملوك وتوضع أفخم المجوهرات معها فى المدفن .
عجل أبيس يعود فى أصله إلى منف منذ أقدم العهود، ولكن من المعتقد أن عبادته أخذت طقوسها الخاصة منذ عهد أمنحتب الأول وأصبح رسميا فى عداد المعبودات.
تحالف كهنة العجل أبيس فى هليوبوليس مع كهنة بتاح فى منف لتوسيع دائرة النفوذ فأوجدوا علاقة وثيقة بين أبيس والمعبود الشمسى أتوم وهذا هو سبب وجود قرص الشمس الذى حمله العجل بين قرنيه فى النقوش كشاهد على صبغته الشمسية.
أقيم فى فناء هذا البناء محرابا مقدسا فى العام الثلاثين من حكم «رعمسيس الثاني « الأسرة 19 « لتقديم العبادات للعجل أبيس المتوفى وأطلق عليه إسم «بيت - اوزير –ابيس» وهو الذى تحور فى لغة الإغريق بإسم «بو سيرابيس « وفى زمن «بطليموس الأول» أضيف محراب للمعبود «سيرابيس» التى كانت عبادته تعمل على توحيد الإغريق والمصريين وكان يقوم بالخدمة فيه رهبان متطوعين.
عثر أمام المدخل على بهو مصطفة على جانبيه التماثيل وأقيم بقربه تماثيل للشعراء والفلاسفة الإغريق فى بناء نصف دائرى.
لم ينته التبجيل للعجل «أبيس « إلا عند إنتشار المسيحية فى مصر ، ويقال أن آخر عجل «أبيس» قد دفن عهد الأسرة الثلاثين فى الممر الجنوبى للمدفن ، وقد وجد أثر قدم آخر مصرى غادر «السيرابيوم» قبل إغلاقه ولا يزال ذلك الأثر واضحا .
صاحب المقبرة : تى رئيس الأعمال الملكية ويوجد منحدر يوصل إلى مدخل هذه المقبرة المحمول على عمودين مربعين، رُسم على جانبيها صور صاحب المقبرة كأنه يرحب بالزائرين.
وبعد الباب توجد قاعة متسعة مربعة يقوم على جوانبها اثنا عشر عموداً ، وقد نُقِش على حوائطها صورة صاحب المقبرة وهو يؤدى حياته اليومية ويشرف على خدمه أثناء عملهم اليومى.
وفى وسط هذه القاعة حفرة كبيرة تتصل بممر منحدر يوصل إلى حجرة الدفن فى باطن الأرض التى بها التابوت الحجرى لصاحب المقبرة.
وفى نهاية هذه القاعة دهليز طويل فى أوله على اليمين باباً وهمياً صغيراً، صُنع تخليداً لزوجة صاحب المقبرة التى تدعى نفر حتبس.
ويلى الباب حجرة صغيرة ممتلئة بالنقوش ، ويبدو أنها كانت مخصصة لحفظ القرابين، وينتهى هذا الدهليز بحجرة متسعة هى المزار الخاص بهذه المقبرة، وبه بابان وهميان لصاحب المقبرة ، وأمام الباب الجنوبى منهما مائدة قرابين كبيرة ما زالت فى موضعها.
ويرتكز سقف هذه الحجرة على عمودين مربعين ، وقد امتلأت حوائطها الأربعة بمناظر مختلفة تمثل صاحب المقبرة وخدمه وهم يؤدون مختلف الأعمال.
وفى الحائط الجنوبى لهذه الحجرة ثلاثة ثقوب توصل إلى السرداب الذى كان به بعض تماثيل صاحب المقبرة والتى تشبهه إلى حد كبير.
وقد وجد بها تمثال رائع لصاحب المقبرة من الحجر الجيرى الملون، تم نقله إلى المتحف المصرى، ووضع مكانه نموذج من الجبس الملون يمكن رؤيته من الثقوب الثلاثة .
الهرم المنبعج او المتكسر بدهشور
فى ثانى محاولة بناء هرم مكتمل بدأ المهندسون ببناء الهرم المكسور فى مدينة دهشور وفى البداية شرع المهندسون فى وضع الأحجار فى وضعية تميل قليلا إلى داخل الهرم وهى طريقة أشبه بطريقة بناء الهرم المدرج .
على الرغم من أنه كان من المقرر أن يكون هذا الهرم هرما حقيقيا مكتملا وليس هرما مدرجا. ويبدو أن المهندسون حاولوا تدارج هذا الخطأ بعد أن اكتمل النصف الأسفل من الهرم و بدأوا بوضع الأحجار بشكل افقى لتعديل زاوية ميل الهرم,
وأدى هذا التعديل الى تخفيف الضغط على الغرف الداخلية للهرم ولذلك يوجد انكسار ملحوظ فى الشكل الخارجى للهرم, وسمى الهرم بالهرم المنكسر أو المنبعج بسبب هذا الإنكسار. ويعتقد الخبراء أن السبب الحقيقى وراء تعديل خطة البناء هو أن الأرض تحت الهرم كانت مضطربة وقد لا تتحمل التصميم الأول.
التصميم الداخلى للهرم المنكسر مميز للغاية حيث يوجد مدخلين للهرم ويقع الأول فى الجانب الشمالى بينما يقع الآخر فى الجانب الغربى من الهرم ويرتفع المدخل الشمالى احدى عشر مترا عن سطح الأرض,
وما أن تدخل إلى الهرم تمشى فى ممر ضيق منحدر يمتد لمسافة ثمانون مترا ويؤدى إلى غرفة مستديرة, ولتصل الى الممر المؤدى إلى غرفة الدفن الرئيسية تتسلق سلم خشبى موجود فى الناحية الجنوبية من الغرفة المستديرة والذى يؤدى الى ممر قصير قبل أن يؤدى بك الى غرفة الدفن الرئيسية.
أما المدخل الغربى للهرم فهو أقل انحدارا من المدخل الشمالى ويمتد لمسافة ستون مترا ويؤدى إلى غرفة دفن أخرى, ما يميز غرفة الدفن الأخرى هو أنها مزينة بخشب السيدار الذى أحضره الملك سنفرو من لبنان وتم وضعه لتدعيم الغرفة وتخفيف الضغط عليها.
من الظواهر الغريبة التى يلاحظها الخبراء والكثير من زائرى الهرم المنكسر هى وجود تيار هوائى بارد غير معلوم المصدر داخل الهرم ويعتقد علماء الآثار أن السبب فى ذلك قد يرجع إلى وجود بعض الغرف التى لم تكتشف بعد بداخل الهرم, والتى قد تكون متصلة بالهواء الخارجى عبر فتحات أو ممرات صغيرة.
الهرم الاحمر بدهشور
يعتبر الهرم الأكبر من أهم أهرامات مصر, ومن أهم أهرامات منطقة دهشور أيضا, وذلك لأنه أول هرم يأخذ الشكل الهرمى الكامل وقد بناه الملك سنفرو بعد جهد كبير وعدة محاولات, فبعد أن حاول الملك سنفرو أن بنى هرما فى مدينة ميدوم والذى انهار بعد بناؤه, حاول مرة أخرى أن يبنى هرما فى دهشور وهو الهرم المنكسر أو المنبعج والذى كان به عيبا هندسى لم يجعله يأخذ شكل الهرم الحقيقى. أخيرا توصل الملك سنفرو الى الطريقة المناسبة لبناء هرم مكتمل بل وفتح الطريق لإبنه الملك خوفو ليبنى هرمه الشهير بالجيزة.
تعلم مهندسو الهرم الأحمر من أخطاء الماضى فى دهشور وميدوم, ونجحوا فى بناء أول هرم حقيقى فى مصر القديمة, كما أن تصميم الهرم الأحمر كان سببا رئيسى فى وجود الهرم الى يومنا هذا بكامل بنيانه. بنى الهرم الأحمر بعد ثلاثون عاما من حكم الملك سنفرو وبنى المهندسون أيضا فى محيط الهرم الأحمر معبدا ومجموعة من المقابر.
ومن الملاحظ أن الطريق الذى كان من المفترض أن يصل بين المعبد والمقابر لم يكتمل بناؤه ولكن أصبحت هذه العناصر (معبد الوادى – مجموعات المقابر – الطريق الواصل بينهما) شائعة جدا فى معظم الأهرامات التى بنيت فى وقت لاحق.
المدخل إلى الهرم الأحمر يقع فى الجانب الشمالى منه ويرتفع عن سطح الأرض بمسافة عشرون مترا. ما أن تدخل إلى الهرم تجد ممرا منحدرا لمسافة ستون مترا حتى مستوى سطح الأرض, ويؤدى هذا الممر الى ممر أفقى آخر والذى يؤدى بدوره إلى غرفة لها سقف يرتفع لأكثر من عشرة أمتار.
فى نهاية الغرفة الأولى يوجد ممر آخر يؤدى إلى غرفة أخرى تشبه الغرفة الأولى وما يميزها أنها تقع مباشرة وتماما فى منتصف الهرم,
كما يرتفع مدخل الممر الذى يؤدى الى غرفة الدفن الرئيسية لثمانية أمتار عن سطح الأرض فى الناحية الجنوبية من هذه الغرفة, وتم تركيب بعض السلالم الخشبية حتى يتمكن الزائرين من التسلق الى الممر المؤدى لغرفة الدفن.
أما غرفة الدفن الرئيسية فهى ذات سقف مرتفع ومميز ولكن أرض الغرفة تم تدميرها بالكامل بواسطة سارقى المقابر وذلك منذ زمن بعيد. تجربة دخول الهرم الأحمر هى من التجارب المثيرة والمميزة, فلا يشغل هذه الموقع الكثير من السائحين, كما أن التصميم الداخلى للهرم مميز للغاية ويستحق الزيارة.
في نهاية الأمر لا يسعنى الا على التنوية لمكان قريب جدا من القاهرة بل انه يعد احد اماكن القاهرة الكبرى ، يجب زيارتة يوما ما فالمنطقة هناك تنتظر اى شخص لزيارتها بعد انقطاع السياحة .
احدى ورش التصوير لجروب المصور المصرى وصورة جماعية خلال اليوم .
Post a Comment