Header Ads

التصورات الدينية فى الفن الفرعونى


كتبت : أيمان الطوخى



لقد كان ظهور التصورات الدينية بداية مرحلة جديدة فى حياة الآنسان وحياة الفن على السواء ، فمن هذه التصورات الدينية وحولها نشأت الأساطير وهى أقدم شكل قصصى عرفه الإنسان ـ ثم جاء الفن التشكيلى لكى يجسم فى الصور والتماثيل هذه الأساطير .


ومنذئذ أخذ الفن يصبح ذا مضمون ولم يعد مجرد صنع لأدوات الصيد وأوانى الطعام والأسلحه وغيرها من وسائل الحياة ، كما كان الشأن فى حياة الإنسان القديم كل ذلك كان قد تكون قبل عهد الأسرات وحين إتحد شطرا الوادى كان ذلك إيذاناً للحضارة المصرية القديمة بأن تزدهر وتعطى ثماراً .

ولقد إنتهى التفكير الدينى بالمصريين القدماء منذ وقت مبكر إلى « عقيدة البعث « اى العودة إلى الحياة ذات يوم مره اخرى بعد الموت  وبصفة عامة نستطيع أن ندرك ان العقيدة الدينية كان لها دائما أثر ملموس فى كل الأطوار و المراحل التى مر بها الفن ،

فبالنسبة للفن المصرى القديم كانت عقيدة البعث من
المحاور الرئيسية التى صاغها الفن فى وقت مبكر وإحتفى فى المكان الأول بالقبور التى تدفن فيها أجساد الموتى و بهذه الاجساد ذاتها التى كان يظن أن الروح تعود إليها فى القبور ولو أن هذه الأجساد ذاتها التى كان يظن ان الروح تعود إليها فى القبر ولو أن هذه الأجساد فنيت لضلت الروح طريقها إليها ثم هلكت .

ومن ثم توصل المصريون القدماء إلى حفظ أجساد الموتى عن طريق التحنيط ، وكانو يدفنون مع الأجساد كل ما تحتاج إليه من طعام و شراب وملبس وأدوات ، أما المقابر ذاتها فقد تأثرت هندستها بذلك كله ، وكان تطورها بداية لمراحل تطور الفن المصرى القديم .


لقد بدات المقابر فى شكل لحود تحفر في الآرض ، ثم تطورت إلى شكل مقابر تبنى على مقربه من الأكواخ او فى جبانات قريبه من القرى و كانت بيضاوية الشكل ، تثوى فيها الجثث على هيئة قرفصاء ، وكان الشاهد على القبر مجموعة من الحجارة ترص فوق موضوع الدفن لتشير إلى مكانه ثم تلت ذلك فتره كانت توضع فيها الجثث فى وضع النائم وقد إرتدت أثمن الملابس ,


وزينت باجمل الحلى وكان المتبع حينذاك أن توضع معها دمى من الصلصال أو العاج يصنعها المثالون و ذلك لكى تمثل الخدم الذين يقومون على خدمتها وتلبية طلباتها ثم ظهرت بعد ذلك فكرة التابوت من وضع حاجز خشبى فى اللحد كان يغطى بالخوص أو الجلد لكى يحمى الميت من تساقط الرمل والحصى على جثته ، ثم تطور هذا إلى بناء للدفن فشيد فى البداية بكتل من اللبن ثم تطور بعد ذلك إلى أنماط وطرز معمارية مختلفة عرفها أبناء وادى النيل عبر العصور .


فمن أضرحة إلى مصاطب ثم إلى أهرام تشيد او كهوف تنحت فى الصخر وقد أمعن الفن المصرى فى عهد الأسرات فى الإحتفاء بالمقابر وزخرفتها من الداخل برسوم وكتابات هى فى شكل رسوم تحكى عن حياة المتوفى وتصور معتقداته الدينية وتؤنس وحدته وما تزال قبور الملوك والملكات فى البر الغربى من الأقصر فى صعيد مصر تشيد ببراعات الفنان المصرى القديم .


فكل من يذهب إلى لمقابر لا يستطيع أن يصدق انه قد مضى عليها أكتر من أربعة ألاف سنه وربما غلب على وهمه أن الفنان قد فرغ منها لتوه ذلك لآن الفنان المصرى القديم قد إستخدم فيها ألواناً ما يزال تركيبها الكيميائى مجهولاً شأنة فى ذلك شأن التحنيط .

إن كل عقيدة دينية تستتبع عبادة ، والعبادة لها طقوس والمعروف أن العبادة لدى المصريين القدماء كانت منطوية بشخصية الملك الذى كان يجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية .


ومن ثم كان أول شئ يهتم به الملوك هو بناء المعابد ، حتى ييسروا على الناس أسباب ممارستهم للتعبد و كانت هذه المعابد بمثابة بيوت للألهة ولما كان الألهة خالدين فقد إستتبع ذلك التفكير فى إقامة هذه المعابد بطريقة تمكنها من البقاء على مر الزمن ومن ثم شيدت المعابد دون سائر المبانى من كتل الحجارة الضخمة لبقائها فى حين كانت تقام المبانى الآخرى من اللبن .


ولا ينبغى لنا ان نتصور من كل هذا ان الفن المصرى القديم كان أثراً من اثار العقيدة الدينية وحدها ، فالذى لا شك فيه أن الأوضاع الإجتماعية كان لها كذلك أثرها فمنذ بداية عصر الأسرات أخذ الفن يتجه إلى تصوير الإنسان فى ألوان نشاطه الجماعى المختلفة والتى سنتحدث عنها فى المره القادمه  .....

No comments

Powered by Blogger.