طبيعة الوجة البشرى
كتب: أ/ احمد البراوى

الوجوه البشرية تصنف فى مجموعة من الانواع التى تتباين من حيث الشكل أو الهيئة فيما بينها، حيث أن الوجه البشرى يمكن أن يصنف حسب ماياتى :
1 - الوجه المثلث (Triangular face)

والأجدر فى توزيع الأضاءة أن تكون حادة (Sharp lighting) مع طبقة إضاءة منخفضة (Low key). مما يجدر الاشارة له فى تحديد زاوية التصوير للوجه المثلث أن لاتكون مرتفعه للحدود البالغة عن مستوى العين، حيث يفضل أن تكون الزاوية مرتفعة بشى بسيط للغاية لإبراز الجبهة، ويستحب أن يميل الشخص الذى نقوم بتصويره يستحب أن يميل برأسه إلى الاسفل قليلاً لإبرا الجبهة، والوجه المثلث يغرى المصور لأن يصوره بوجه كامل (full face) أو أن يصور ثلاثة ارباع أو (profile) جانبى والواقع أن كل هذه الامور التى ذكرناها فى توزيع الإضاءة أو مستوى الكاميرا وطبيعة الزاوية انما هى امور مشجعة لتحقيق فكرة مهمة فى تصوير الوجه المثلث وهى «القوى العقلية الكامنة خلف هذه الجبهة العريضة» اى أن هذه التدابير من شأنها أن تعاون على ابراز الفكرة التى ذكرناها.

3- الوجه المربع (Square face) :
هذا الوجه غالباً ما يكون بفك قوى مؤثر فى طبيعة شخصية صاحبه حيث يكون الوجه بشخصية قوية بالغالب بحكم الشكل الذى يتميز به، والواقع أن هذا الوجه يتميز بتغيره الواضح بمجرد أن تتغير زاوية التصوير او مستوياتها حيث يمكن أن تبدو ملامح هذا الوجه مختلفة ومتبانيه مع تباين واختلاف المستويات لزاوية العدسة او التصوير فيمكن أن نزيد من تربيعه .
الامر معروف جيداً فى البلدان العربية التى تطلق الامثله على الوجه المستدير للمرأة وتصفه بالجمال من خلال المثل الذى يفيد (كأنه قمر) او (كأنه بدر) والبدر أو القمر معروف انه فأنه و غالباً ما يظهر الرجل بشكل غير مرغوب، كذلك هو الحال مع العيون بالنسبة للرجل أو المرأة، حيث أن هذه العيون تختلف من حال الى أخر عندما تكون فى الرجل أو المرأة، فالمرأة معروف عنها انها كلما كبرت عيناها ازدادت جمالاً وكلما صفرت قل جمالها على العكس من الرجل الذى غالباً ما تزداد وسامته مع ضيق او صغر العينين لذلك نلاحظ أن كبار نجوم السينما مثل بيرس بروسنان او جاك نيكلسون او شون كونرى أو كيرك دوجلاس يتميزون بعيون أو كيرك دوجلاس يتميزون بعيون صغيرة على العكس من نجمات السينما الحسناوات مثل مادونا أو صوفى مارسو أو كاثرين زيتا جونز أو جوليانامور أو صوفيا لورين أو أخريات عديدات يتميزن بعيون واسعة والواقع أن هذا الامر هو نسبى وليس مطلق فهناك شواذ فى بعض الاحيان بنسبة قليلة.

كما يمكن نقلل أو نخفف من حدة تربيعية الوجه من خلال رفع مستوى آلة التصوير عن مستوى العينين، وهذا الوجه يقترب فى الوجه المستدير من حيث توزيع الإضاءة التى يفضل أن تكون إضاءة من وضع خاص بأن تكون إضاءة رئيسية موجهه نحو الجانب الاقرب لآلة التصوير، وان تكون هناك إضاءة خلفية جانبية علوية تسقط على الرأس بزاوية ميل قدرها 45 درجة تقريباً، وان تكون إضاءة لملىء الظلال فى الجانب القريب من آلة التصوير وتكاد تكون مواجهة للوجه بحيث يبقى الصدغ القريب من آلة التصوير أقل استدارة عن باقى الوجه كى يكون قاتماً فى الصورة، وهو أمر ينقص من استدارة الوجه بالنسبه للوجه المستدير ومن ثم يجعله أقرب للوجه البيضوى، والوجه المربع يفضل أن يصور باظهار 3/4 الوجه.
4- الوجه الطويل النحيف:

5- الوجه المستدير الملىء:
اكثر ما يتميز به هذا الوجه هو الرقبة القصيرة، حيث أن هذا الوجه فى اغلب الاحيان يبدو وكأنه بدون رقبه لذا كان ابراز رقبة هذا النوع امر محتم لكى تبرز معالمه الجميلة ويمكن هذا الابرار للرقبة من خلال انخفاض مستوى آلة التصوير من مستوى الوجه لتظهر الرقبة حيث أن انخفاض زاوية التصوير بأن تكون (Low angle camera) يمنع من التصاق الكتفين مع الوجه ويخفف من استدارة الوجه بنسبة ولو بسيطة وبالعادة يفصل أن يصور هذا الوجه(Three quarter face) اى ثلاثة ارباع الوجه وذلك لتحقيق بروز للرقبة ولو بجزء بسيط منها و لتحقيق أن يظهر الوجه بشكل بيضوى لا مستدير ومن ثم يكون الوجه بحال أفضل مما هو عليه، إضاءة هذا الوجه تكون بإضاءة لملئ الظلال فى الجانب البعيد عن آلة التصوير بحيث تكاد تكون مواجهة للوجه ليبقى الصدغ القريب من آلة التصوير بأقل استدارة عن باقى الوجه وذلك لكى يكون قاتماً فى الصورة وهو أمر ينقص من شدة استدارة الوجه ويجعله اقرب الى الشكل البيضوى،
ايضاً يفضل أن تكون الإضاءة الرئيسية مواجهة نحو الجانب الاقرب من آلة التصوير وان تكون الإضاءة الخلفية جانبيه علوية تسقط على الرأس بزاوية ميل قدرها 45 درجة تقريباً.
أن الوجه بشكل يختلف اختلاف جذرى بين المرأة والرجل من حيث النسب لإ جزاءه، فبالوقت الذى تبرز أجزاء فى وجه المرأة لتمنح وجه المرأة جمالاً تكون هذا الإجزاء بنسب وجه المرأة عوامل تبعد وجه الرجل عن الجمال،
فعلى سبيل المثال حنك المرأة حين تكون نسبته ظئيله تكون هناك استداره للوجه ومن ثم يكون الوجه جميلاً، وهذا أن نكون محط جمال وتأثير عن العكس من الرجل الذى يفقد تأثيره الجمالى بطول الرقبه المبالغ كون أن الرجل بأغلب الاحيان يكون شعره ليس طويل مثلما فى المرأة الامر الذى يجعل من طول الرقبه فى الرجل تأثيرات سلبية فى نسبة أجزاء الوجه التى تتهمش مع الرقبة الطويلة ومن ثم يكون الوجه ليس بقوة أجزاء الجسم الاخرى،
الاذنين يلاحظ انهما غير بارزتان عند المرأة لكثافة شعر المرأة التى تخبىء الاذنين بينما يكون الأمر عند الرجل بوضع آخر فقصر الشعر يبرز الاذنين الامر الذى يجعل من الأذن الكبيرة أو الملتفة جانباً تكون محط تركيز مما يؤثر على الوجه وباللتالى تقلل من وسامته.
معرفة المصور بوجه الشخص غاية اساسية فى تصوير البورتريت، فلا يمكن أن نحدد المستوى أو الإضاءة أو الحجم أو الزاوية لتصوير أى وجه مالم نكن نعرف الوجه وملامحه، فمعرفة الوجه وملامحه فى أولى المهام التى تقع على عاتق مصور البورتريت وذلك لتحقيق افضل النتائج،
دراسه الوجه ومعرفته قبل التصوير ليس بالأمر الهين أو السهل فهى عملية تنبع من خلال التجارب والممارسات التى تمنح الخبرة، هذه الخبرة التى تفرز الوجوه وتحقق النتائج المتميزة،
البعض من المصورين يقوموا بحيل كثيرة للتحايل على الزبون الذى اتى ليتقط بورتريت، فنرى اولئك المصورين يقدمون القهوة او الشاى لذلك الزبون ليستغرقوا من الوقت امام وجه ذلك الزبون كى يتمكنوا من دراسة تفاصيل وجه الزبون، البعض الأخر من المصورين يجرون تصوير أولى لوجه الزبون ويتفقون مع الزبون على موعد قادم للتصوير وذلك لمعرفة طبيعة الوجه من خلال التصوير الأولى، فيجاوزون مناطق الضعف فى الوجه ويبرزون مناطق القوة فى التصوير الذى يلى التصوير الأولى.
هناك من المصورين المحترفين بالبورتريت ما يملكون موهبه عظيمة فى التصوير بمعرفة تضاريس الوجه وتفاصيله من خلال الوهلة الإولى فى نظرتهم للوجه بمنظار الكاميرا فيلتقطون اروع الصور وكأنهم صوروا هذا الوجه مرات عديدة فى السابق، هذا النوع من المصورين نادر جداً وهو نوع خليط ما بين الموهبة التى يمنحها الله سبحانه وتعالى وما بين الخبرة التى تتراكم من الممارسة التى قد تطول لتكون فى عشرات السنين أو قد تكون ببضع سنوات والواقع أن حتى الخبرة التى تأتى من الممارسة، انما هى رهينة بالموهبة التى تمنح فى الله عز وجل.
فهناك على سبيل المثال مئات المصورين عملوا فى التصوير سنوات تتجاوز النصف قرن ومع ذلك لايمتلكون القدرة على اللتقاط صور ذات تميز، فنرى أن النمطية تطفى على اعمالهم وان مستوياتهم واحجامهم وزواياهم ووضعياتهم واحدة منذ عشرات السنين، لايمتلكون المقدرة على الابتكار ولا يميلون الى خلق الاثارة محترفين التصوير كمهنة للمعيشة فقط، غير مدركين للاحساس الذى يعتبر الاساس فى خلق اللقطة، لذلك أن كل صور البورتريت التى يلتقطونها تبدو متشابهة ومتقاربة.
مصور البورتريت هو الذى يميز ما بين الجميل والقبيح وفق المعايير التى يرغبها المجتمع الذى يتعامل معه، اى انه لابد أن يدرك أن الجمال بالنسبة للرجل القروى فى الريف هو غير الجمال الذى يبحث عنه الشاب الصغير فى المدينة المتعلق بآخر التقليعات وآخر الصرخات فى الموظه أو الموديل، لابد أن يدرك مصور البورتريت أن هناك اختلاف كبير بين تصوير رجل كبير بالسن وبين طفل وبين أمرأة وبين شاب وبين طويل وقصير وبين وجه اسمر ووجه ابيض، لابد أن يدرك مصور البورتريت أن هناك شواذ كثيرة وليس القاعدة ثابته او دائمة او ممكنه فى كل الاحيان،

الوجه البشرى غاية فى الرسم خلقه الله سبحانه وتعالى بصورة تبدو سمحة للناظر يمكن لمصور البورتريت أن يقوى تلك السماحة فى الوجه ليكون الوجه اكثر جاذبه ومن ثم يكون محبوب وجميل ويمكن ايضاً للمصور أن يقبح ذلك الوجه الجميل ويمنحه عنف وقساوة ليبدو غير مرغوب وغير محبوب، لذا يرى المؤلف انه المصور غير الواثق من امكانياته فى تصوير البورتريت يعد بمثابة من يتدخل بشؤون لا تعنيه كونه يتطفل على هذا المجال، الامر الذى يمكن أن يكون كفر فى نعم الله، فهذا الوجه الجميل الذى ابدع الله سبحانه فى خلقه ليكون باحلى صورة يتدخل مصور غير مقتدر ويبعثر فى قيمة الوجه ويقلل من شأن وجمال الوجه.
احمد البراوى .
Post a Comment